-A +A
خالد بن علي القرني
قدمت إلى أحد أصدقائي في إحدى المناسبات هدية توقعت أنها مناسبة، عبارة عن مجموعة من الكتب التي أحسب أنها قيمة وتعتبر في عرف أهل البحث العلمي والقراءة نفائس وكنوزا علمية، إلا أن صديقي انزعج من هديتي انزعاجا كبيرا، وعاتبني بشدة على أنني لم أقدم له هدية أخرى تتوافق مع متطلبات العصر، ورأى أن المال الذي بذل في شراء هذه الهدية يعتبر هدرا؛ لأنه ببساطة لا يقرأ نهائيا ويرى أن القراءة مضيعة للوقت الذي يفترض أن يقضى أمام الفضائيات وبعض البرامج ذائعة الصيت، وقد آلمني كثيرا فهم صديقي وفكره وتوجهه حيال القراءة، وترحمت على زمن مضى كنا نفرح فيه باقتناء الكتب وقراءتها والاستمتاع بها، وما زلنا ــ ولله الحمد ــ نعرف قيمة الكتب والقراءة والفائدة التي تعود منها، ومعلوم أن القراءة من أهم المهارات التي يكتسبها الإنسان في حياته في جميع مستوياتها المهنية والمعرفية وغيرها، فهي وسيلة للعلم ومعرفة أمور وتعاليم الدين الإسلامي والمعرفة وتنمية الثقافة والشخصية، كما أنها وسيلة لمعرفة المرء ما ينفعه ويضره، وهي استثمار جيد للوقت، فالإنسان في هذه الحياة محاسب على وقته كما هو مثاب وله أجر كبير من الله تعالى إذا كانت قراءاته في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والكتب المفيدة النافعة المشتملة على الخير والأخلاق والقيم والعلم النافع النظري أو التجريبي.
قال تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم).

قال العلامة الشاعر القاضي الجرجاني:
ما تطعمت لذة العيش حتى
صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء عندي أعز من العلم
فما أبتغي سواه أنيسا
*أكاديمي سعودي
Alqarni1978@yahoo.com